دمج سمات التصميم الثقافى لتعزيز الابتكار في مجال تصميم الحلي

الثقافة تشكل نموذجا لهوية الأمة وشخصيتها الوطنية والحضارية، حيث أرتبطت الثقافة بالحضارة والتراث الانساني بوصفها المقياس الحقيقي لأصالة الأمم وعراقتها، وهى العامل المتغير بإختلاف الشعوب وما تحمله هذه الشعوب من معتقدات دينية وفكرية وما يترتب عليها من أمور إجتماعية، فهى بمثابة المرآة العاكسة للحقب الزمنية المتعاقبة.

ويمكن تلخيص مفهوم الثقافة فى إنها مجموعة القيم والمعتقدات والسلوكيات والموضوعات التى تحدد حياة الانسان، وتم تحليل الثقافة لمجموعة من العناصر التى تكون الثقافة ذاتها.

التصميم الثقافى يلعب دور مهم فى تعزيز الهوية الثقافية أمام التحديات المختلفة وأهمها العولمة، حيث تجلى دور التصميم فى صياغة هوية تصميمية تعكس الرؤية الثقافية فى عصر تبدو فيه العولمة قادرة على تذويب الهوية أو إلغائها. لذلك يمكن إعتبار التصميم الثقافى بمثابة مجموعة من التوقعات والمعايير والعادات والمبادئ والفلسفات التى تؤثر على التصميم، عن طريق الانخراط فى دراسة أبعاد الثقافة المختلفة من اللغة والمعتقدات والاساطير للثقافة التى يتم دراستها، بغرض الوصول الى أبعاد ذات تأثير عميق على التصميم فيما بعد.

اما عن التصميم الثقافى وتطبيقه خاصة فى مجال تصميم الحلى، فهو يساعد على خلق حالة من الابداع لدى المصمم، عن طريق الإنفتاح على الثقافات المختلفة التى تساعد على توسعة مداركه العقلية والعاطفية. فدراسة التصميم الثقافى للجيل الناشئ من المصممين من الممكن أن يخلق فرص أكبر للابتكار والابداع.

في هذا البحث قمنا باستكشاف كيفية دمج التصميم الثقافي في مقررات تصميم الحلى، فتم اعداد مشروع تصميمي من قبل مجموعة من طلاب قسم تصميم المنتجات، الهدف منه هو تقديم فهم جيد للتصميم الثقافي لهم وعلى اساس هذا الفهم فإنهم يعملون لمدة14 اسبوع لتقديم تصميم لحلى ثقافية يمكن تقديمها فيما بعد في الأسواق.