الجداريات ودورها في تجميل المدن وأثرها على الجمالية الحضرية

يتمتع الفن الجداري بالعديد من القدرات في علم الجمال وعلم الاجتماع وهياكل علم النفس والمواضيع الثقافية والفنية والسياسية للمجتمع بسبب طبيعته التواصلية. يناقش البحث أمثلة مختارة من الجداريات وعلى هذا الأساس يظهر أن الأنشطة الفنية أصبحت عنصرًا مهمًا يكمل المشهد الحضري. تظهر الجداريات في أحياء المدينة المهملة، وفي المناطق السكنية ومناطق المباني الشاهقة، وغالبًا ما تزين جدران المباني الفارغة، فهي عنصر من عناصر تنشيط الفضاء، وتزيد من القيمة الجمالية للمناطق المحيطة ولها تأثير إيجابي على جودة حياة السكان. فتغير وجه الأماكن الصعبة، والمهملة، والمنسية، وتساعد على تحسين الوضع المكاني والاجتماعي. الهدف الرئيسي من البحث هو تحديد ما إذا كان الفن الجداري يظهر في المدن الحديثة وإلى أي مدى وما هي أهميته بالنسبة للإدراك الاجتماعي. ومن هنا تأتي مشكلة البحث: ما مدي فعالية اللوحة الجدارية في تجميل المدن وجعلها أكثر حيوية واستجابة لحواس المتلقي؟ وكيف تؤثر الجداريات على الجماليات الحضرية وإعادة تأهيل المدن وتجميلها؟ معتمدا على المنهج الوصفي التحليلي والشرح. وتوصلت الباحثة إلى أن وجود لوحة جدارية في المدينة وعبر جدران المباني أو مساحة الساحات العامة أو المتنزهات هو جمالية إضافية تساهم من خلال الانسجام في تكوين عناصر المكان، والمخرجات البصرية والتقنية في اللوحة الجدارية إضافة جمالية إلى المكان وفي حالة تجميل المدن وتعزيز دورها في إنشاء فاعلية وإعلان هوية ثقافية للمدينة تؤثر على الوعي الجمالي العام. كما توصي بضرورة وجود الجداريات في مجتمعنا ليس فقط لتجميل المدن، بل لتغيير سلوك الأفراد نحو الأفضل، وخاصة الأطفال والأجيال القادمة الذين يتلقون الفن في المدرسة وفي الشارع وفي كل مكان.