المقومات التشکيلية للحرف العربي بين السکون والحرکة

نوع المستند : أبحاث علمية محکمة

المؤلف

المعهد العالي للفنون التطبيقية ـ التجمع الخامس

المستخلص

إن العمل الفني بطبيعته يُوحي بأکثر مما هو عليه نظرًا لحمله عناصر ذات علاقات تشکيليه کثيفة الدلالة وغنيه بالمعاني، حيث الإتجاه أو الأسلوب هو أحد الوسائل التي تُضفي قيمًا جمالية تکنيکية لبروز الفکرة وهو أحد العناصر الهامة في العملية الإبداعية، ونستطيع أن نُدرک هذا المعني من خلال قراءة عدد من اللوحات التي إستلهمت الحرف العربي کقيمة تشکيلية في العملية التصميمية.
على رغم إختلاف وتنوع شکل الحرف العربي إلا إنه يتميز بقابليته التشکيلية الواسعة وقدرته الفائقة على الإستجابة للتجارب والمتطلبات الفنية المُختلفة، حيث يتميز بالإسلوب الرمزي التجريدي مُعبرًا عن الحالات العقلية والعاطفية، ويتحقق في فن الخط العربي جدليه المعادلة الفنية القائمة على قنوات ثلاثة المُبدع والموضوع والمُتلقي.
وعبر الفنانون دومًا بالحروف عن إنفعالاتهم ورؤاهم الإبداعية، ويُطور کل فنان أسلوبًا خاصًا به في التعامل مع الحرف، ومن خلال ذلک يُعبر بشکل مباشر أو غير مباشر عن خبراته الخاصة، حيث الحروف تأخذ أشکالًا عديدة ذات دلالات تعبيرية مُختلفة، فقد تکون مائلة أو مُستقيمة أو مُنحنية وأحيانًا تکون قوية أو ضعيفة، مُکثفة أو مُتفرقة ، ساکنة أو متحرکة.
إن الحرف العربي هو لغة فنية شاملة تتماشى مع جميع التقنيات الفنية التقليدية والمعاصرة، بحيث تُثري هويتنا العربية، کما تُساعد الفنان في التعبير عن خياله وعن قضاياه التي يناقشها، فهو فن شامل لجميع مجالات الحياة، حيث الفنان يجعل من الحرف مادته التي يتأثر بها ويتعامل معها بحرفية تامة وبإبداعٍ مُتفرد، وبالتالي تميزت الحروف بالمُرونة والسلاسة لتخطي الدور المعرفي في نقل المعلومات إلى أسلوب فني وتشکيلي ذو أبعاد تعبيرية ناقلة للمعنى.

الكلمات الرئيسية